مصاحف م الكتاب الاسلامي

/ / / / / / /

دعائي لربي

قلت المدون تم بحمد الله وفضله ثم قلت: اللهم فكما ألهمت بإنشائه وأعنت على إنهائه فاجعله نافعاً في الدنيا وذخيرة صالحة في الأخرى واختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى حصنك مصيرنا ومآلنا وتقبل بفضلك أعمالنا إنك مجيب الدعوات ومفيض الخيرات والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين اللهم لنا جميعا يا رب العالمين .وسبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته } أقولها ما حييت وبعد موتي والي يوم الحساب وارحم واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ عافيتي وارضي عني في الدارين واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي اللهم فرِّج كربي واكفني همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني همي واعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذاب جهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك يارب . والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين آمين.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يونيو 2022

باب تحريم الجنة على قاتل نفسه ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

[(66) باب لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر]
 
  191- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا. فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام "هذا من أهل النار" فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة. فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفا "إنه من أهل النار" فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا. وقد مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إلى النار" فكاد بعض المسلمين إن يرتاب. فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت. ولكن به جراحا شديدا! فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال "الله أكبر! أشهد أني عبد الله ورسوله" ثم أمر بلالا فنادى في الناس "أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
 192 - عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا. فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره. ومال الآخرون إلى عسكرهم. وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه. فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنه من أهل النار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا. قال فخرج معه. كلما وقف وقف معه. وإذا أسرع أسرع معه. قال فجرح الرجل جرحا شديدا. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه. ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال "وما ذاك؟ " قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار. فأعظم الناس ذلك. فقلت: أنا لكم به. فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا. فاستعجل الموت. فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه. ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة".

(شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا) أي غزوة حنين وكانت في شوال سنة ثمان من الهجرة، "وحنين" واد إلى جنب ذي المجاز، قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا من جهة عرفات، وفي رواية البخاري "خيبر" بدل "حنين" وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع من الهجرة، وخيبر كانت مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على مسافة مائة وخمسة وخمسين كيلو مترا من المدينة إلى جهة الشام.(فقال لرجل) الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخاطب الرجل بذلك ولم يسمعه، فاللام بمعنى "عن" مثلها في قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه} [الأحقاف: 11] ويحتمل أن تكون بمعنى "في" أي قال في شأن رجل، مثلها في قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] أي في يوم القيامة، واسم الرجل "قزمان الظفري" وكان قد تخلف عن المسلمين يوم أحد، فعيره النساء، فخرج حتى صار في الصف الأول، فكان أول من رمى بسهم.(ممن يدعى بالإسلام) أي ممن يتصف ظاهرا بالإسلام، وفي رواية البخاري "ممن يدعى الإسلام".(فأصابته جراحة) أفادت بعض الروايات أنه أصابه سهم.(الرجل الذي قلت له) أي عنه، أو في شأنه.(آنفا) أي قريبًا، وفيه لغتان: المد والقصر، والمد أفصح.(فكاد بعض المسلمين أن يرتاب) ويتشكك في إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل، وهو في الأصول "أن يرتاب" بإثبات "أن" في خبر كاد، وهو قليل جائز، وورد في بعض الروايات بدون "أن"، و"كاد" لمقاربة الفعل ولم يفعل إذا لم يتقدمها نفي، فإن تقدمها كقولك: ما كاد يقوم، كانت دالة على القيام. لكن بعد بطء.(فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت) "بينما" أصله "بين" زيدت عليه "ما" وهو من الظروف الزمانية الملازمة للإضافة إلى الجملة، ولا بد لها من جواب، وهو العامل فيها إذا كان مجردا من كلمة المفاجأة، وإلا فالعامل معنى المفاجأة. كما هنا، والتقدير فاجأهم قول الناس: إنه لم يمت وقت قرب ارتيابهم.(لكن به جراحا شديدا) كذا هو في الأصول "جراحا شديدا" ومقتضى القواعد النحوية "شديدة" ولعله على اعتبار كلمة "جراح" اسم جنس جمعي يفرق بينه وبين واحده بالتاء - جراح وجراحة- فيذكر ويؤنث
(ثم أمر بلالا فنادى في الناس. إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) يجوز في "أنه" و"أن" كسر الهمزة وفتحها. قال النووي: وقد قرئ في السبع {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك} [آل عمران: 39] بفتح الهمزة وكسرها و"أل" في "الرجل الفاجر" يحتمل أن تكون للعهد. والمراد به "قزمان" المذكور، ويحتمل أن تكون للجنس. 

=وفي رواية عند مسلم "قم يا ابن الخطاب" وفي رواية عند البيهقي أن المنادى بذلك عبد الرحمن بن عوف، ويجمع بينها بأنهم نادوا جميعا في جهات مختلفة.(فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره) أي رجع بعد فراغ القتال في ذلك اليوم.(لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها) الشاذة والشاذ: الخارجة والخارج عن الجماعة المنفرد عنهم، وهي صفة لموصوف محذوف، أي لا يدع نفسا شاذة منفردة إلا اتبعها. والضمير في "لهم" للكفار، وفي رواية البخاري "لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها" و"الفاذة" بمعنى الشاذة، وقيل: هما بمعنى ما كبر وما صغر، والمراد: المبالغة في أنه لا يلقى أحدا من المشركين إلا قتله.(يضربها بسيفه) جملة حالية، أي لا يترك منفردا عن الجماعة إلا اتبعه ضاربا إياه بسيفه.(فقالوا) وفي رواية "فقيل" وفي أخرى "فقال" أي قال قائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.(ما أجزأ منا اليوم أحد ما أجزأ فلان) "أجزأ" بالهمزة، والمعنى ما أغنى أحد غناءه، وما كفى كفايته.(أما إنه من أهل النار) "أما" بتخفيف الميم أداة استفتاح لتأكيد الخبر.(فقال رجل من القوم) قال الحافظ ابن حجر: هو أكثم بن أبي الجون.(أنا صاحبه أبدا) كذا في الأصول، ومعناه أنا أصحبه في خفية وألازمه، وفي رواية "لأتبعنه" أي لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار.(فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه) ذباب السيف طرفه الأسفل حين يتدلى، وأما طرفه الأعلى فمقبضه، ونصله حديدته، والمراد من النصل طرف المقبض، وفي رواية البخاري "فوضع نصاب سيفه بالأرض" ونصاب السيف مقبضه، فكأنه وضع حديدة المقبض على الأرض، وطرف السيف المدبب في تجويف صدره بين ثدييه، و"ثدييه" مثنى "ثدي" وهو يذكر على اللغة الفصيحة، وحكى ابن فارس والجوهري فيه التذكير والتأنيث، قيل: يطلق للرجل والمرأة، وقيل: يطلق للمرأة، ويقال لذلك الموضع من الرجل "ثندوة" فعلى هذا يكون قد استعار الثدي للرجل في الحديث ///ذهب بعض المحدثين إلى أن القصة التي في حديث سهل غير القصة التي في حديث أبي هريرة بناء على أن الرجل في قصة سهل قتل نفسه بتحامله على ذباب سيفه، وأن الرجل في قصة أبي هريرة - كما رواها البخاري مفصلة ولم تفصلها رواية مسلم -قتل نفسه بأن أهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه. 

=وأيضا ففي حديث سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبروه بقصته قال "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة" الحديث. وفي حديث أبي هريرة قال لهم لما أخبروه بقصته "قم يا بلال فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ... " الحديث. لكن المحققين من المحدثين يجنحون إلى أن القصة واحدة، ويجمعون بين الروايتين باحتمال أن يكون الرجل قد نحر نفسه بأسهمه، فلم تزهق روحه، وإن كان قد أشرف على القتل، فأجهز على نفسه بأن تحامل على سيفه. وباحتمال أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبر بقصة الرجل قال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة إلخ، ثم أمر بلالا أن يؤذن في الناس. فذكر أحد الرواة جانبا من القصة، وذكر غيره جانبا آخر منها.ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم مستقبل هذا الرجل بطريق الوحي، لأنه أمر غيبي، لا مجال للرأي فيه، وما يؤخذ من الحديث يفيد أن سبب كونه من أهل النار هو قتله نفسه، ولا يعارضه ما جاء في مغازي الواقدي، من أن قتادة ابن النعمان مر بالرجل، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقال له: هنيئا لك بالشهادة، فقال الرجل: والله ما قاتلت على دين، وإنما قاتلت على حسب قومي، ومعنى هذا أن الرجل كان منافقا، وأنه لم يقاتل لإعلاء كلمة الله، وأن هذا سبب كونه من أهل النار، إذ ليس بعد الكفر ذنب، لا يعارض، لأن ما أخذ من المغازي لا يحتج به إذا انفرد، ومن باب أولى لا يحتج به إذا عارض الصحيح، ولأنه صلى الله عليه وسلم (حين فهم الصحابة أن سبب كونه من أهل النار قتله نفسه) وافقهم على هذا الفهم، بل حين جاءه خبر الرجل قال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله" مما يؤكد أن السبب هو فعلته، وليس شيئا سابقا وإلا لبينه صلى الله عليه وسلم، ولا يقال: إن ما جاء في مغازي الواقدي يتوافق مع ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة" فظاهره أن الرجل لم يكن مسلما، إذ معناه أن الرجل بعد أن قتل نفسه لم يكن مسلما بالمعنى اللغوي، أي لم يكن منقادا خاضعا لقضاء الله، بل عارض القضاء، واستعجل الموت، وتدفعنا هذه النقطة إلى التساؤل. هل هذا الرجل -على أنه غير منافق- من أهل النار المؤقتين أو المؤبدين؟ والجواب: أنه يحتمل -عند أهل السنة- أنه من أهل النار الذين يستوفون فيها عقوبة جريمتهم، ثم يحولون إلى الجنة لتوحيدهم، غاية الأمر أن الحديث يدل على أن هذا الرجل ليس ممن يشملهم عفو الله، وأنه لن يسامح عن هذه المعصية، وأنه سينفذ عليه وعيد الفساق، ولا يلزم منه أن كل من قتل نفسه يقضى عليه بالنار، لجواز عفو الله عنه.

 

=وقال ابن التين: ويحتمل أن يكون هذا الرجل، حين أصابته الجراحة ارتاب وشك في الإيمان، أو استحل قتل نفسه، فمات كافرا، فيكون من أهل النار المؤبدين.-[ويؤخذ من الحديث]  1-التحذير من الاغترار بالأعمال، وأنه ينبغي للعبد ألا يتكل عليها، ولا يركن إليها مخافة من انقلاب الحال للقدر السابق، وكذا ينبغي للعاصي ألا يقنط، ولغيره ألا يقنطه من رحمة الله، إذ معنى "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" أن الأعمال بالخواتيم كما جاء في آخر رواية البخاري.

 2 - وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات، وذلك من معجزاته الظاهرة.

 3 - وفيه جواز الإخبار عن حال الرجل السيئ إذا كان الإخبار يحقق مصلحة مشروعة.

 4 - وفيه الوعيد والتحذير من قتل النفس مهما كانت الآلام.

 5 - وفيه أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وفجوره على نفسه، ولا يعارض هذا قوله صلى الله عليه وسلم "لا نستعين بمشرك" لأن الفاجر غير المشرك.

 6 - استدل به بعضهم على أنه لا يطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد، لاحتمال أن يكون مثل هذا، وإن كان مع ذلك يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة. فقد خطب عمر، فقال تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدا، ولعله يكون قد أوقر راحلته. ألا لا تقولوا ذلكم، قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد".وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "من تعدون الشهيد؟ قالوا: من أصابه السلاح، قال: كم من أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم من مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق وشهيد".والله أعلم.

 [(67) باب تحريم الجنة على قاتل نفسه]

 193 - عن شيبان قال: سمعت الحسن يقول: "إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة. فلما آذته انتزع سهما من كنانته. فنكأها. فلم يرقأ الدم حتى مات. قال ربكم: قد حرمت عليه الجنة". ثم مد يده إلى المسجد فقال: إي والله لقد حدثني بهذا الحديث جندب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد.

 194 - عن الحسن قال: حدثنا جندب بن عبد الله البجلي في هذا المسجد. فما نسينا. وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خرج برجل فيمن كان قبلكم خراج" فذكر نحوه.-[المعنى العام]-حذر صلى الله عليه وسلم من قتل النفس تحذيرا مؤكدا، وكرر هذا التحذير في صور مختلفة، وفي مناسبات متعددة: مرة بالتحديث العام "من قتل نفسه بحديدة ... " إلخ.ومرة باستغلال ظروف الجهاد الذي يظن أنه ميدان الجنة، ليبين أن هذا العمل الإسلامي الكبير لا يغطي جريرة قتل النفس، ومرة بذكر حادثة وقعت في بني إسرائيل ليؤكد أن هذه المعصية ليست كبيرة في ديننا وحده، بل مما توافقت الشرائع السابقة على تغليظها. يقص صلى الله عليه وسلم أن رجلا من الأمم السابقة أصابته جراحة في يده، فأهمل وقايتها وعلاجها فتقيحت، وأصبحت قرحة مليئة بالصديد والجراثيم، وأخذ ألمها يزداد ووجعها يشتد، حتى ضعفت قوة الرجل وعزيمته أمام عذابها، فقرر أن يتخلص من الحياة كلها ليستريح من آلام قرحته، وما حسب حسابا لما سيلاقيه من عذاب دائم بدل العذاب المؤقت، ومن نار جهنم التي لا يقرب من آلامها الجراح الدنيوية مهما بلغت قسوتها وصعوبتها.فتح جعبة سهامه، وأخرج منها سهما ماضيا، ونخس القرحة نخسة شديدة لعله يفجر شريان يده، فآلمه السهم ولم ينفجر الشريان، فأخذ سكينا مرهفا، ليسرع بالمهمة ويحقق القصد، وفي لحظة كشط القرحة ونفذ إلى الشريان الذي قذف بدمه، ولم يحاول أن يكتم المنفذ، أو يسد ما فتح، بل ترك الدم يسيل حتى مات.-- فقال الله تعالى لملائكته: بادرني عبدي، وتعجل الموت، وقتل نفسه، ولم يصبر على بلائي، ولم يرض بقضائي، أشهدكم أني حرمت عليه الجنة.ألا فليعلم من يضيق بالحياة ونوائبها، ومن يحاول التخلص بالانتحار من متاعبها، أن بعد الحياة حياة، وأنه سينقل من حالة إلى حالة أشد، وسيركب طبقا عن طبق وهولا بعد هول، فليتحمل ساعة الألم، وليذكر كم سعد بالصحة والراحة سنين، وليحمد الله على السراء والضراء، وليسأله العفو والعافية في الدنيا، فإنه بعباده - جل شأنه- أرحم الراحمين.-[المباحث العربية]-(سمعت الحسن) البصري.(إن رجلا ممن كان قبلكم) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم هذا الرجل.(خرجت به قرحة) بفتح القاف وإسكان الراء، واحدة القروح وهي حبات تخرج في بدن الإنسان، وفي الرواية الثانية "خرج برجل فيمن كان قبلكم خراج" وهو بضم الخاء وتخفيف الراء: القرحة، وفي رواية البخاري "رجل به جرح" بضم الجيم وسكون الراء، وجمع الحافظ ابن حجر بينها فقال: كأنه كان به جرح ثم صار قرحة، ودلت رواية البخاري على أن الجرح كان في يده.(فلما آذته) أي آلمته إيلاما شديدا لم يصبر عليه، وفي رواية البخاري "فجزع".(انتزع سهما من كنانته) بكسر الكاف هي جعبة النشاب، سميت كنانة لأنها تكن السهام، أي تسترها.(فنكأها) بالنون والهمز. أي نخسها وخرقها وفتحها، وفي رواية البخاري: "فأخذ سكينا فخز بها يده" وجمع بين الروايتين باجتماع أن يكون قد فجر الجرح بذبابة السهم فلم ينفعه، فخز موضعه بالسكين.(فلم يرقأ الدم) أي لم يقطع. يقال: رقأ الدم والدمع يرقأ مثل ركع يركع، إذا سكن وانقطع.(ثم مد يده إلى المسجد. فقال) هذه الجملة من كلام "شيبان" الراوي عن الحسن. والمعنى قال شيبان: بعد أن حدث الحسن بهذا الحديث مد يده مشيرا إلى مسجد البصرة فقال.(إي والله) "إي" حرف جواب بمعنى نعم، تسبق القسم.(لقد حدثني بهذا الحديث جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد) فجندب حدث الحسن بهذا الحديث في مسجد البصرة، والحسن حدث شيبان به في نفس المسجد، وفائدة ذكر المكان التوثيق بالرواية، والإشعار بكمال الضبط --(فما نسينا) ما حدثنا به الحسن، أشار بذلك إلى تحققه مما حدث به، وقرب عهده به واستمرار ذكره له.-[فقه الحديث]-

=لما كان أهل السنة يقولون: إن المؤمن العاصي لا تحرم عليه الجنة. كان عليهم أن يجيبوا عن قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "قال ربكم قد حرمت عليه الجنة" وقد أجابوا عن ذلك من أوجه: 

قلت المدون هذه الاجابات قال بها أصحاب التأويل تحريفا للنصوص الأصلية المحكمة وهي مذهب بشري تفشي في جنبات وحنايا المجتمع المسلم منذ أن جاء الأشاعرة وبحوزتهم مناهج التأويل والتحريف واطلاق ميكانيزم التجوز بالهبل وبلا ضوابط وبلا أدلة محكمة حتي صنعوا ديناً باطلا موازيا لدين الحق والميزان .ومن ذلك↓↓↓↓↓←←←قولهم الباطل:

 1 - أنه كان قد استحل ذلك الفعل، فصار كافرا، والكافر تحرم عليه الجنة.{لا دليل لعلي أن الاستحلال هو الجوز للتأويل بل النصوص الصريحة أكدت أن الاصرار علي المعصية وعدم التوبة انظر لادم كنموذج ثابت لثبات سنن الله في شئون خلقه قال تعالي{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)/طه}}

 2 - أن المراد أن الجنة حرمت عليه في وقت ما، كالوقت الذي يدخل فيه السابقون، أو الوقت الذي يعذب فيه الموحدون في النار ثم يخرجون. والمعنى حرمت عليه الجنة فترة من الزمن.{قلت المدون راجع مدونة قانون الحق الالهي الرابطمقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.}

 3 - أن المراد جنة معينة كالفردوس مثلا، فـ "أل" في الجنة للعهد.

 4 - أن الرجل كان كافرا في الأصل، وعوقب بهذه المعصية زيادة على كفره، وهذا الرأي بعيد، وبعده واضح.

 5 - أن ذلك ورد على سبيل التغليظ والتخويف وظاهره غير مراد.

 6 - أن التقدير: حرمت عليه الجنة إن شئت استمرار ذلك.

 7 - قال النووي: يحتمل أن يكون ذلك شرع من مضى، وأن أصحاب الكبائر يكفرون بفعلها.ذكر هذه الوجوه الحافظ ابن حجر في الفتح، وزاد النووي نقلا عن القاضي عياض: أنه يحتمل أن تحرم عليه الجنة ويحبس في الأعراف. وهذا التوجيه الأخير لا يتمشى مع مذهب أهل السنة القائلين بدخول جميع الموحدين الجنة. 

 وأقرب التوجيهات للقبول هو التوجيه الثاني، وأن تحريم الجنة تحريم مؤقت، وليس في الحديث بجميع رواياته ما يدل على تأبيد تحريمها عليه.رابطمقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.}

 قال النووي: ثم إن هذا محمول على أنه نكأها استعجالا للموت أو لغير مصلحة، فإنه لو كان على طريق المداواة التي يغلب على الظن نفعها لم يكن حراما. اهـ.ورواية البخاري صريحة في أنه فعل ذلك استعجالا للموت، ونصها" فجزع، فأخذ سكينا فخز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة".وقد استشكل قوله "بادرني عبدي" في رواية البخاري، لأنه يقتضي أن يكون من قتل فقد مات قبل أجله، لما يوهمه سياق الحديث من أنه لو لم يقتل نفسه لتأخر موته عن ذلك الوقت وعاش، لكنه بادر فتقدم، هذا الظاهر قد يتمشى مع مذهب المعتزلة، أما أهل السنة فهم يقولون: إن المقتول ميت بأجله، ولهذا يجيبون على الإشكال بأن المبادرة إنما هي من حيث التسبب في ذلك والقصد له والاختيار، وليست بخروج الروح، وأطلق على ذلك مبادرة لوجود صورتها، وإنما استحق المعاقبة لأن الله لم يطلعه على انقضاء أجله، فاختار هو قتل نفسه، فاستحق المعاقبة لعصيانهمقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.

  .وقال القاضي أبو بكر: قضاء الله مطلق، ومقيد بصفة، فالمطلق يمضي على الوجه بلا صارف، والمقيد على الوجهين. مثال: أن يقدر لواحد أن يعيش عشرين سنة إن قتل نفسه، وثلاثين سنة إن لم يقتل، وهذا بالنسبة إلى علم المخلوق، كذلك الموت مثلا. وأما بالنسبة إلى علم الله فإنه لا يقع إلا ما علمه. اهـ.فمعنى الحديث على هذا: بادرني عبدي بالنسبة لعلم المخلوقين: لا في الحقيقة ونفس الأمر وعلم الله تعالى.-[ويؤخذ من الحديث]-مقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.}

 1 - تحريم قتل النفس، ولئن كان الحديث يحكي شرع من قبلنا فإنه أقره، وإقرار شرع من قبلنا يجعله شرعا لنا.2 - فيه الوقوف عند حدود الله تعالى، وأن الأنفس ملك له فلا يتصرف فيها صاحبها إلا بما شرعه المالك جل شأنه.3 - فيه رحمة الله تعالى بخلقه، حيث حرم عليهم قتل نفوسهم.4 - فيه الحث على الصبر على البلاء وترك الجزع.5 - وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى المحرم.6 - وفيه التحدث عن الأمم الماضية وما فعلت، بقصد الترغيب أو الترهيب.7 - وفيه الاحتياط في التحديث، وكيفية الضبط له، والتحفظ فيه بذكر المكان، والإشارة إلى ضبط المحدث، وتوثيقه لمن حدثه ليركن السامع لذلك.مقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.}

 8 - قال الحافظ ابن حجر في قول الراوي: "وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم" إشارة إلى أن الصحابة عدول، وأن الكذب مأمون من قبلهم، ولا سيما على النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.والحق أن العبارة توثق جندبا، وتؤكد عدالته، ولا تتعرض لغيره من الصحابة وإن كانوا حقا عدولا لكن بأدلة أخرى.والله أعلم //[(68) باب تحريم الغلول]195 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا: فلان شهيد. فلان شهيد. حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا. إني رأيته في النار. في بردة غلها. أو عباءة". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ابن الخطاب! اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" قال فخرجت فناديت "ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون".196 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر. ففتح الله علينا. فلم نغنم ذهبا ولا ورقا. غنمنا المتاع والطعام والثياب. ثم انطلقنا إلى الوادي. ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد له، وهبه له رجل من جذام. يدعى رفاعة بن زيد من بني الضبيب. فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رحله. فرمي بسهم. فكان فيه حتفه. فقلنا: هنيئا له الشهادة يا رسول الله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا. والذي نفس محمد بيده! إن الشملة لتلتهب عليه نارا، أخذها من الغنائم يوم خيبر. لم تصبها المقاسم" قال ففزع الناس. فجاء رجل بشراك أو شراكين. فقال: يا رسول الله، أصبت يوم خيبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "شراك من نار أو شراكان من نار".-[المعنى العام]-هاجر أبو هريرة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأدركه بها، وخرج معه من خيبر بعد معركتها وفتحها إلى وادي القرى، وأخذ الصحابة يتحدثون عن شهدائهم على مسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقولون: فلان شهيد، وفلان شهيد، وفلان شهيد وذكروا رجلا قتل في المعركة أو عقبها، وقالوا عنه: فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، ليس بشهيد، إني رأيته - ورؤياي وحي- في النار بسبب بردة سرقها من الغنيمة تشتعل عليه نارا يوم القيامة، ثم قال: قم يا ابن الخطاب، فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون الذين لا يغلون، فخرج عمر ونادى بما أمره به صلى الله عليه وسلم

مقولة الكفر كفران أين هي من الصحة أو الهلاك؟ والتع.} 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4. الزجاج في اعراب القران

الزجاج 3.4. كتاب : إعراب القرآن المؤلف : الزجاج وأما قوله تعالى لكل باب منهم جزء مقسوم كأنه لكل باب جزء مقسوم من الداخلين ولا يصح ت...